حكايا البلد

الآشيتيون والغربيون.. حماصنة وحموية القامشلي

آرتا وروزنة وعنب بلدي Season 2 Episode 1

أول ما بينذكر اسم الآشيتيين والغربيين بمنطقة الجزيرة السورية، بيبلشوا الناس يحكوا عن النكت التي بيتبادلوها عن بعضهن، مثل الحماصنة والحموية (أهل حمص وحماة). 

فمين هنّ الآشيتيين والغربيين بالقامشلي؟ وبشو بتختلف لهجاتهن وعاداتهن وتقاليدهن؟ 

تعرّفوا على الآشيتيين والغربيين بالحلقة الأولى من الموسم الثاني من سلسلة بودكاست «حكايا البلد».

إعداد: جوان نبي 
تقديم: شيندا محمد

تم إنتاج هذا البودكاست بدعم من الاتحاد الأوروبي ومنظمة Free Press Unlimited الهولندية. «حكايا البلد» سلسلة بودكاست من إنتاج راديو آرتا وروزنة وعنب بلدي. حلقات البودكاست مبنية على قصص حقيقية من جميع مناطق سوريا، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر الاتحاد الأوروبي.

أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من الموسم الثاني من بودكاست (حكايا البلد)

(حكايا البلد) إنتاج مشترك من راديو آرتا وروزنة وعنب بلدي


الآشيتيون والغربيون

هل هناك من لم يسمع بهما؟!

في منطقة الجزيرة وأيضاً في شمال شرقي سوريا

ما أن يتم ذكر اسمهما

حتى يتذكر المرء على الفور النكت التي يتبادلونها على بعضهم البعض

تختلف بعض عادات الآشيتية والغربية عن بعضها البعض

وبعض كلماتهم أيضاً

يعيش الآشيتية والغربية في المنطقة ذاتها

ولكن كل منهما في طرف من مدينة القامشلي 

ويعيشون حياتهم معاً، يعملون معاً، يجتمعون 

تصبح النكت والآراء التي يتبادلونها على بعضهم البعض 

موضع فرح وسعادة في المجتمع

الآشيتيون بغالبيتهم يسكنون الأحياء الشرقية من مدينة القامشلي وريفها

مثل حي قناة السويس، حي العنترية، قرية بياندور وتل شعيرا 

آشيتيا سيحة، سحل، خزنة، خريجكا ودوكري

أما الغربيون فيسكنون الأحياء الغربية من القامشلي وريفها 

مثل حي الهلالية، وقرية نجم، نيف، علي فرو وخراب كورتي

بالإضافة إلى قرى أخرى

وتختلف لهجتاهما عن بعضهما البعض

مثلاً الكوسا 

فوق

غليظ 

حول الآشيتيين والغربيين 

وآرائهم عن بعضهم البعض 

وأيضاً آراء المكونات الأخرى عنهما 

في هذه الحلقة


مستمعينا للمزيد من المعلومات عن الآشيتيين والغربيين

معنا الآن الكاتب والباحث الكردي فارس عثمان 

أهلاً وسهلاً بك

نريد أن نعرف أصل الآشيتيين والغربيين  

وما هي نقاط الاختلاف بينهما؟ 

الآشيتيون والغربيون كرد من أهالي الجزيرة

ظهرت مسألة الآشيتية والغربية موخراً

في السنوات الخمسين الأخيرة 

بدأت من باب التنكيت

الآشيتيون يمتدون من منطقة نهر جقجق حتى قرية معشوقة

تحت مسمى منطقة الآشيتيين 

وتسمى أحياناً منطقة سنجق

والغربيون من نهر جقجق وحتى منطقة سري كانيه (رأس العين) 

ويدعى أهالي هذه المنطقة بالغربيين

كلاهما كرد، يعيشون مع بعضهم حياة مشتركة جميلة

لكنهم مثلهم مثل القرى والمدن المتجاورة 

يُعرفون بنكاتهم عن بعضهم البعض 

مثل حمص وحماة في سوريا

كذلك هو الأمر أيضاً بين الآشيتيين والغربيين 

وخاصة بين الفئات الشابة

يقول الغربيون في نكاتهم عن الآشيتيين 

بأنهم جهلة ، ويحبون أكل الحلاوة

ويقول الآشيتيون بأن الجهلة هم الغربيون 

وأنهم بخلاء هم ذو معرفة قليلة وغير كرماء

هذه النكت التي يتبادلونها على بعضهم البعض

هذه الآراء عن بعضهم التي تظهر خلال النكت التي يتبادلونها 

ما أسبابها؟

 تتضمن آراء الطرفين بعض الحقيقة

وتعود أسبابها إلى أن الآشيتيين بغالبيتهم كانوا يعيشون في القرى

والغربيون كانوا يسكنون أكثر في المدن

وخاصة المدن الكبيرة في منطقة الجزيرة آنذاك 

عامودا وفيما بعد القامشلي، التي بنيت سنة 1926 

وكان الغربيون يسكنون في هذه المدن بشكل أكبر

وكانوا يذهبون إلى المدارس

أما الآشيتيون فتأخروا عن ذلك 

الآشيتيون التحقوا بالمدارس في وقت متأخر

لذلك ظلت بعض الطباع القروية مرافقة لهم

حيث أن القرويين بالعادة يمتازون بطيبة القلب

أما من يعيش في المدينة ويشتري كل احتياجاته من المدينة 

فلا بد أن يقتصد حتى يتمكن من تلبية احتياجاته

ذلك ما حدث بين الغربيين

ولذلك الآشيتيون يعرفون بكرمهم

مستمعينا أجرينا استطلاعاً حول آراء بعض المكونات الأخرى في المنطقة 

عن الآشيتيين والغربيين

وأيضاً آراء الآشيتيين والغربيين عن بعضهما البعض 

لنتسمع إليها ونعود إلى ضيفنا


أنا عاشرت أناساً آشيتيين، نزور بعضنا البعض، جيراني 

أناس رائعون، تعلقت بهم كثيراً  

طيبة قلب، كرم، أخلاق، حنان غير طبيعي


نحن حلبيون بالأصل، من سكان مدينة القامشلي منذ زمن بعيد

سمعت عن الآشيتية من الأصدقاء 

نسمع بأنهم من جماعة الحلاوة أو يأكلون الحلاوة

نسمع كثيراً من النكت عنهم، هذا ما نعرفه عنهم 

لا أعرف مدى صحته

لدي أصدقاء كثر، وتعاملهم لطيف 

مثلهم مثل هذا الشعب الطيب

الشعب الكردي بشكل عام شعب طيب 


عندما يتم الحديث عن الآشيتيين نتذكر الحلاوة

لكن نحن الغربيين ربما نحب الحلاوة أكثر منهم

لكنهم هم من عرفوا بذلك 

ويقال عن الآشيتيين بأنهم بخلاء

ولكن ليس من الضرورة أن يكون الآشيتيون فقط غير كرماء

هناك من الغربيين أيضاً من هم بخلاء

البشر متنوعون في صفاتهم، منهم كرماء ومنهم غير كرماء

سواء فيما بين الآشيتيين أو الغربيين


زواج الآشيتيين والغربيين 

عندما تتزوج فتاة منا نحن الآشيتيين من شاب غربي 

فأطفالهما يتحدثون باللكنة الغربية ولا يتأثرون بأمهاتهم

أما عندما يتزوج شاب آشيتي من فتاة غربية 

فأطفالهما أيضاً يتحدثون باللكنة الغربية

في مرحلة الدراسة الجامعية، أتحدث عن نفسي 

كان الغربيون متفوقين في الدراسة أكثر منا 

لأن أوضاعهم المادية كانت جيدة

ليس مثلنا نحن الآشيتين 

كنا نعاني من الفقر


ضمن الاستطلاع أبدى بعض من الآشيتيين والغربيين آراءهم

منهم من قال بأن حب الحلاوة عُرف به الآشيتيون

رغم أن بعض من  الغربيين أيضاً يحبون الحلاوة

وفيما يخص لهجات الآشيتيين والغربيين عندما يتزوجون من بعضهم 

فأن لهجة أطفالهم في كلتا الحالتين تكون اللهجة الغربية 

ما رأيك؟

فيما يخض الدراسة فقد كانت، كما ذكرت، تتركز في المدن

ولم تكن هناك مدن في مناطق الآشيتيين

لكنهم الآن حققوا نجاحات مميزة في الدراسة

الأطباء الآشيتيون مثلاً نسبتهم أكبر من الأطباء الغربيين باعتقادي في مدينة القامشلي

أما فيما يخص لهجة الأطفال، فالأمر يتعلق بالأم

فإذا كانت شخصيتها قوية، فإن لهجتها تكون المهيمنة في المنزل

لربما الزوجة الآشيتية، أي عندما يتزوج شخص غربي من فتاة آشيتية 

فهذه الحالات كانت أقل 

ولذلك كانوا يتحدثون بلغة الحارة التي يسكنونها

في منطقة الآشيتيين هناك احترام كبير للمرأة الغربية 

لأنها كانت زميلتهم في الدراسة

كن يدرسن، كن متقدمات، طبيبات ومهندسات أو معلمات

فكانوا ينظرون إليهن بعين الاحترام

وكانت لهجتهن تصبح لهجة البيت

ولأنها لغة الأم، فهي كانت تبقى

سكان القرى، ولأن منطقتنا جافة وباردة 

يحب كثير من الناس الحلويات لأنها تمنحهم الدفء

لربما يتناول الغربيون الحلاوة أكثر من الآشيتيين

لكن الحلاوة لا تخص الآشيتيين، بل تخص الكوجر

هم من يعرفون بحب الحلاوة 

ولأن كثيراً من الغربيين لا يعرفون

ويطلقون على كل من يسكن بين نهري الجقجق ودجلة بأنهم آشيتيون

ولكن هذه المنطقة يسكنها الآشيتيون، الآليون، الكوجر


أستاذ فارس، كيف ترى وضع الآشيتيين والغربيين اليوم؟

لا سيما وأن حاراتهم في القامشلي تداخلت فيما بينها

وفي المناطق الأخرى أيضاً يعيشون معاً

عاداتهم مثلاً، لهجاتهم، كيف أصبحت اليوم؟

أقول دائماً أن الغربيون سينقرضون

أينما تذهب تجد الآشيتيين

على سبيل المثال، أنا الآن في حي الهلالية، وهو من أحياء الغربيين

تصدقين أن نسبة النساء الآشيتيات تعادل النساء الغربيات في هذا الحي 

عندما تذهبين إلى السوق أو مركز المدينة، فإن الغالبية هي من الآشيتيين 

من الطبيعي وجود هذه النكت بين الشباب

ولكن في العمل وغيره، هذه الأمور قليلة

لربما هاجر الغربيون قبل الآشيتيين

وكان ذلك سبباً في أن يكون عدد الشباب والشابات الغربيين 

أقل من الآشيتيين في المدينة

حياتنا جميلة، لدينا كثير من الأصدقاء الغربيين والآشيتيين

نعيش معاً حياة جميلة 

تبقى مسألة تبادل النكت… لا يوجد أكثر من ذلك

الأمر يشبه، ولأن كثيراً من شبابنا، ولا سيما الذين درسوا 

فإنهم يترجمون النكت التي يتبادلها سكان حمص وحماة إلى الكردية 

ويقولونها عن بعضهم البعض

الباحث والكاتب الكردي فارس عثمان، كنت معنا 

شكراً جزيلاً لك على هذه المعلومات 

شكراً، وأتمنى لك شيندا وللمستمعين النجاح


مستمعينا وصلنا إلى نهاية حلقتنا، التي تحدثنا فيها 

عن الآشيتيين والغربيين في مدينة القامشلي وما حولها

كنت معكم أنا شيندا محمد

دمتم بخير


استمعتم لحلقة جديدة من الموسم الثاني من بودكاست (حكايا البلد)

(حكايا البلد) إنتاج مشترك من راديو آرتا وروزنة وعنب بلدي

People on this episode